من
خلال استعراضنا السابق للنصوص القرآنية البينة التي أوضحت فكرة السنن التاريخية
وأكدت عليها ، يمكننا أن نستخلص من خلال المقارنة بين تلك النصوص ثلاث
حقائق أكد عليها القرآن الكريم بالنسبة الى سنن التاريخ.
الحقيقة
الاولى :
هي
الاضطراد بمعنى ان السنة التاريخية مضطردة ليست علاقة
عشوائية ذات طابع موضوعي لا تتخلف في الحالات الإعتيادية التي تجري فيها
الطبيعة والكون وعلى السنن العامة
وكان التأكيد على طابع الاضطراد في السنة تأكيدا
على الطابع العلمي للقانون التاريخي ، لان القانون العلمي أهم مميز يميزه
عن بقية المعادلات والفروض والاضطراد والتتابع وعدم التخلف.
ومن
هنا استهدف القرآن الكريم من خلال التأكيد على طابع الاضطراد في السنة التاريخية ،
استهدف ان يؤكد على الطابع العلمي لهذه السنة وان يخلق في الانسان المسلم شعورا على
جريان احداث التاريخ متصبرا لا عشوائيا ولا مستسلما ولا ساذجا.
« ولن تجد لسنة الله
تبديلا .. »
« ولا تجد لسنتنا تحويلا ..
»
« ولا مبدل لكلمات الله ...
»
هذه النصوص القرآنية تقدم
استعراضا تؤكد فيه طابع الاستمرارية والاضطراد أي طابع الموضوعية والعلمية للسنة
التاريخية ، وتستنكر هذه النصوص الشريفة كما تقدم في بعضها ان يكون هناك تفكير او
طمع لدى جماعة من الجماعات بأن تكون مستثناة من سنة التاريخ
« أم حسبتم ان تدخلوا الجنة ولما
يأتكم مثل الذين من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين
آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب »
هذه الآية تستنكر على من يطمع في أن
يكون حالة استثنائية من سنة التاريخ كما شرحنا في ما مضى.
إذن الروح العامة للقرآن تؤكد على هذه الحقيقة
الاولى وهي حقيقة الاضطراد في السنة التاريخية الذي يعطيها الطابع العلمي من اجل
تربية الانسان على ذهنية واعية علمية يتصرف في اطارها ومن خلالها مع احداث التاريخ.
الحقيقة
الثانية :
الحقيقة
الثانية التي اكدت عليها النصوص القرآنية هي ربانية السنة التاريخية ،
ان السنة التاريخية ربانية مرتبطة بالله سبحانه
وتعالى ، سنة الله ، كلمات الله على اختلاف التعبير ، بمعنى
ان كل قانون من قوانين التاريخ ، هو كلمة من الله سبحانه وتعالى ، وهو قرار رباني ،
هذا التأكيد من القرآن الكريم على ربانية السنة
التاريخية وعلى طابعها الغيبي يستهدف شد انسان حتى حينما يريد ان يستفيد من
القوانين الموضوعية للكون شده بالله سبحانه وتعالى ، واشعار
الانسان بان الاستعانة بالنظام الكامل لمختلف الساحات الكونية والاستفادة من مختلف
القوانين والسنن التي تتحكم في هذه الساحات ،
ليس ذلك انعزالا عن الله سبحانه وتعالى لان الله
يمارس قدرته من خلال هذه السنن ، ولان هذه السنن والقوانين هي ارادة الله وهي
ممثلة لحكمة الله وتدبيره في الكون وقد يتوهم البعض ان هذا الطابع الغيبي الذي
يلبسه القرآن الكريم للتاريخ وللسنن التاريخية يبعد القرآن عن التفسير العلمي
الموضوعي للتاريخ ويجعله يتجه اتجاه التفسير الالهي للتاريخ
الذي مثلته مدرسة من مدارس الفكر اللاهوتي على يد عدد كبير من المفكرين المسيحيين
واللاهوتيين حيث فسروا تفسيرا الهيا قد يخلط هذا الاتجاه القرآني بذلك التفسير
الالهي الذي اتجه اليه أغسطين وغيره من المفكرين اللاهوتيين فيقال بأن اسباغ هذا
الطابع الغيبي على السنة التاريخية يحول المسألة الى مسألة غيبية وعقائدية ويخرج
التاريخ عن اطاره العلمي الموضوعي
ولكن
الحقيقة
ان هناك خلطا اساسيا بين الاتجاه القرآني وطريقة القرآن في ربط التاريخ بعالم
الغيب وفي اسباغ الطابع الغيبي على السنة التاريخية وبين ما يسمى
بالتفسير الالهي للتاريخ الذي تبناه اللاهوت ،
هناك
فرق كثير بين هذين الاتجاهين وهاتين النزعتين وحاصل هذا الفرق هو
ان الاتجاه اللاهوتي للتفسير الالهي
للتاريخ يتناول الحادثة نفسها ويربط هذه الحادثة بالله سبحانه وتعالى قاطعا صلتها
وروابطها مع بقية الحوادث،
فهو
يطرح الصلة مع الله بديلا عن صلة الحادثة مع بقية الحوادث ، بديلا عن العلاقات
والارتباطات التي تزخر بها الساحة التاريخية والتي تمثل السنن والقوانين الموضوعية
لهذه الساحة
بينما القرآن الكريم لا يسبغ الطابع الغيبي على
الحادثة بالذات ولا ينتزع الحادثة التاريخية من سياقها ليربطها مباشرة بالسماء
، ولا يطرح صلة الحادثة بالسماء كبديل عن أوجه الانطباق والعلاقات والاسباب
والمسببات على هذه الساحة التاريخية بل إنه يربط السنة التاريخية بالله ،
يربط أوجه العلاقات والارتباطات بالله ، فهو يقرر اولا ويؤمن بوجود روابط وعلاقات
بين الحوادث التاريخية ، الا ان هذه الروابط والعلاقات بين الحوادث التاريخية هي
في الحقيقة تعبير عن حكمة الله سبحانه وتعالى وحسن تقديره وبناءه التكويني للساحة
التاريخية
اذا
أردنا ان نستعين بمثال لتوضيح الفرق بين هذين الإتجاهين من الظواهر الطبيعية.
نستطيع
ان نستخدم هذا المثال :
قد يأتي انسان فيفسر ظاهرة المطر التي هي ظاهرة
طبيعية فيقول بأن المطر نزل بإرادة من الله سبحانه وتعالى ، ويجعل هذه الارادة
بديلا عن الاسباب الطبيعية التي نجم عنها نزول المطر ،
وكأن
المطر حادثة لا علاقة لها ولا تنسب لها ، وانما هي مفردة ترتبط مباشرة بالله
سبحانه وتعالى بمعزل عن تيار الحوادث ، هذا النوع من الكلام يتعارض مع التفسير
العلمي لظاهرة المطر.
لكن اذا جاء شخص وقال بأن الظاهرة ،
ظاهرة المطر لها اسبابها وعلاقاتها وانها مرتبطة بالدورة الطبيعية للماء مثلا ،
يتبخر فيتحول الى غاز والغاز يتصاعد سحابا والسحاب يتحول بالتدريج الى سائل نتيجة
انخفاض الحرارة فينزل المطر
إن هذا التسلسل السببي المتقن ، هذه العلاقات المتشابكة بين الظواهر
الطبيعية هي تعبير عن حكمة الله وتدبيره وحسن رعايته فمثل هذا الكلام لا يتعارض مع
الطابع العلمي للتفسير الموضوعي لظاهرة المطر لاننا ربطنا هنا السنة بالله سبحانه وتعالى
للحادثة مع عزلها عن بقية الحوادث وقطع ارتباطها مع مؤثراتها وأسبابها.
اذن القرآن الكريم حينما يسبغ الطابع الرباني على السنة التاريخية
لا يريد ان يتجه اتجاه التفسير الالهي في التاريخ ولكنه يريد ان يؤكد ان هذه السنن
ليست خارجة من وراء قدرة الله سبحانه وتعالى وانما هي تعبير وتجسيد وتحقيق لقدرة
الله ،
هي كلماته وسننه وارادته وحكمته في الكون لكي يبقى الانسان دائما مشدودا
الى الله لكي تبقى الصلة الوثيقة بين العلم والايمان
فهو في نفس الوقت الذي ينظر فيه الى هذه السنن نظرة علمية ينظر ايضا اليها نظرة
ايمانية ،
وقد بلغ القرآن الكريم في حرصه على تأكيد الطابع الموضوعي للسنن
التاريخية وعدم جعلها مرتبطة بالصدف ، ان نفس العمليات الغيبية أناطها في كثير من
الحالات بالسنة التاريخية نفسها أيضا ، عملية الامداد الالهي بالنص ،
الامداد الالهي الغيبي الذي يساهم في كسب النص.
هذا الامداد جعله القرآن الكريم مشروطا بالسنة التاريخية ، مرتبطا
بظروفها غير منفك عنها وهذه الروح ابعد ما تكون عن ان تكون روحا تفسر التاريخ على
أساس الغيب وانما هي روح تفسر التاريخ على أساس المنطق والعقل والعلم وحتى ذاك
الامداد الالهي الذي يساهم بالنص ذاك الامداد أيضا ربط بالسنة التاريخية.
قرأنا في ما سبق صيغة من
صيغ السنن التاريخية للنص حينما قرأنا قوله سبحانه وتعالى
« ... أم حسبتم ان تدخلوا الجنة
ولما يأتكم مثل الذين خلوا ... »
والان تعالوا نتحدث عن الامداد الغيبي لنلاحظ كيف ان هذه الآيات ربطت
هذا الامداد الالهي الغيبي بتلك السنة نفسها أيضا :
« إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني
ممدكم بألف من الملائكة مردفين. وما جعله الله إلا بشرى ولتطمئن به قلوبكم وما
النصر إلا من عند الله إن الله عزيز حكيم »
إذن فمن الواضح أن الطابع
الرباني الذي يسبقه القرآن الكريم ليس بديلا عن التفسير الموضوعي وإنما هو ربط هذا
التفسير الموضوعي بالله سبحانه وتعالى من أجل اتمام اتجاه الاسلام نحو التوحيد بين
العلم والايمان في تربية الانسان المسلم.
الحقيقة
الثالثة :
الحقيقة
الثالثة التي اكد عليها القرآن الكريم من خلال النصوص المتقدمة هي
حقيقة اختيار الانسان وإرادة الانسان والتأكيد على هذه الحقيقة في مجال
استعراض سنن التاريخ مهم جدا اذ سوف يأتي انشاء الله تعالى بعد محاضرتين.
ان
البحث في سنن التاريخ خلق وهما ،
وحاصل
هذا الوهم الذي خلقه هذا البحث عند كثير من المفكرين أن هناك تعارضا وتناقضا بين
حرية الانسان واختياره وبين سنن التاريخ ، فاما ان نقول بان للتاريخ سننه
وقوانينه وبهذا نتنازل عن ارادة الانسان واختياره وحريته ، واما ان نسلم بان
الانسان كائن حر مريد مختار وبهذا يجب ان نلغي سنن التاريخ وقوانينه ونقول بان هذه
الساحة قد أعفيت من القوانين التي لم تعفى منها بقية الساحات الكونية.
هذا
الوهم وهم التعارض والتناقض بين فكرة السنة التاريخية أو القانون التاريخي وبين فكرة اختيار الانسان وحريته،
كان من الضروري للقرآن الكريم أن يزيحه وهو يعالج هذه النقطة بالذات ومن
هنا أكد سبحانه وتعالى على أن المحور في تسلسل الاعداد والقضايا إنما هو ارادة
الانسان ، وسوف أتناول ان شاء الله تعالى بعد محاضرتين الطريقة الفنية في
كيفية التوجيه بين سنن التاريخ وارادة الانسان ، وكيف استطاع القرآن الكريم أن
يجمع بين هذين الامرين من خلال فحص للصيغ التي يمكن في اطارها صياغة السنة
التاريخية ، سوف اتكلم عن ذلك بعد محاضرتين لكن يكفي الان ان نستمع الى قوله تعالى
« إن الله لا يغير ما بقوم حتى
يغيروا ما بأنفسهم »
« وألو
استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماءا غدقا »
«
... وتلك
القرى أهلكناهم لما ظلموا أنفسهم وجعلنا لمهلكهم موعدا »
انظروا
كيف أن السنن التاريخية لا تجري من فوق يد الانسان بل تجري من تحت يده ، فإن الله
لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم « وألو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم
ماءا غدقا » إذن هناك مواقف إيجابية للانسان
تمثل حريته واختياره وتصميمه وهذه المواقف تستتبع ضمن علاقات السنن التاريخية ،
تستتبع جزاءاتها المناسبة ، تستتبع معلولاتها المناسبة ، إذن فاختيار الانسان له
موضعه الرئيسي في التصور القرآني لسنن التاريخ وسوف أعود الى هذه النقطة مرة أخرى
بإذن الله تعالى اذن نستخلص مما سبق ان السنن التاريخية ،
ان السنن القرآنية في التاريخ ذات
طابع علمي لانها تتميز بالاطراد الذي يميز القانوني العلمي ، وذات
طابع رباني لانها تمثل حكمة الله وحسن تدبيره على الساحة التاريخية وذات
طابع انساني لانها لا تفصل الانسان عن دوره الايجابي ولا تعطل فيه ارادته
وحريته واختياره وانما تؤكد اكثر فاكثر مسؤوليته على الساحة التاريخية.
الان بعد استعرضنا الخصائص الثلاث التي تتميز
بها السنن التاريخية في القرآن الكريم نواجه هذا السؤال :
ما هو
ميدان هذه السنن التاريخية؟
كنا حتى الان نعبر ونقول بان هذه
السنن تجري على الساحة التاريخية ، لكن ، هل أن الساحة التاريخية بامتدادها هي
ميدان لسنن التاريخية أو ان ميدان السنن التاريخية يمثل جزأ من الساحة التاريخية؟
بمعنى ان الميدان الذي يخضع للسنن التاريخية
بوصفها قوانين ذات طابع نوعي مختلف عن القوانين الاخرى الفيزيائية والفسلجية
والبيولوجية والفلكية؟
هذا
الميدان الذي يخضع لقوانين ذات طابع نوعي مختلف ، هذا الميدان هل تتسع له الساحة
التاريخية ؟هل يستوعب كل الساحة التاريخية ؟ أو يعبر عن جزء من الساحة التاريخية؟
لكن قبل هذا يجب أن نعرف ماذا نقصد
بالساحة التاريخية.
الساحة
التاريخية عبارة عن الساحة التي تحوي تلك الحوادث والقضايا التي يهتم بها المؤرخون
،
المؤرخون أصحاب التواريخ بمجموعة من الحوادث والقضايا يسجلونها في كتبهم والساحة
التي تزخر بتلك الحوادث التي يهتم بها المؤرخون ويسجلونها هي الساحة التاريخية
فالسؤال هنا اذن هكذا ، هل ان كل هذه الحوادث والقضايا التي يربطها
المؤرخون وتدخل في نطاق مهمتهم التاريخية والتسجيلية هل كلها محكومة بالسنن
التاريخية ، بسنن التاريخ ذات الطابع النوعي المتميز عن سنن بقية حدود
الكون والطبيعة ، أو أن جزءاً معينا من هذه الحوادث والقضايا هو الذي تحكمه سنن
التاريخ؟
الصحيح ان جزءاً معينا من هذه الحوادث
والقضايا هو الذي تحكمه سنن التاريخ ، هناك حوادث لا تنطبق عليها سنن
التاريخ بل تنطبق عليها القوانين الفيزيائية او الفسلجية أو قوانين الحياة او أي
قوانين اخرى لمختلف الساحات الكونية الاخرى
مثلا
: موت
ابي طالب ، موت خديجة في سنة معينة حادثة تاريخية مهمة
تدخل
في نطاق ضبط المؤرخين واكثر من هذا هي حادثة ذات بعد في التاريخ ترتبت عليها آثار
كثيرة ولكنها لا يحكمها سنة تاريخية بل تحكمها قوانين فسلجية ، تحكمها قوانين
الحياة التي فرضت أن يموت أبو طالب ( صلوات الله عليه ) وأن تموت خديجة ( ع ) في
ذلك الوقت المحدد ،
هذه
الحادثة تدخل في نطاق صلاحيات المؤرخين ولكن الذي يتحكم في هذه الحادثة هي قوانين
فسلجة جسم أبي طالب وجسم خديجة ، قوانين الحياة التي تفرض المرض
والشيخوخة ضمن شروط معينة وظروف معينة ،
حياة
عثمان بن عفان الخليفة الثالث ، طول عمره حادثة تاريخية فقد ناهز الثمانين ،
طبعا هذه الحادثة التاريخية كان لها أثر عظيم في تاريخ الاسلام ، لو قدر لهذا
الخليفة أن يموت موتا طبيعيا وفقا لقوانينه الفسلجية قبل يوم الثورة كان من الممكن
ان تتغير كثير من معالم التاريخ ، كان من المحتمل ان يأتي الامام أمير المؤمنين
الى الخلافة بدون تناقضات وبدون ضجيج وبدون خلاف لكن قوانين فسلجة جسم عثمان بن
عفان اقتضت ان يمتد به العمر الى ان يقتل من قبل الثائرين عليه
من المسلمين هذه حادثة تاريخية تعني انها تدخل في اهتمامات المؤرخين ولها
بعد تاريخي ايضا ولعبت دورا سلبا أو ايجابا في تكييف الاحداث التاريخية الاخرى ،
ولكنها لا تتحكم فيها سنن التاريخ. ان الذي يتحكم في ذلك قوانين
بنية جسم عثمان ، قوانين الحياة وقوانين جسم الانسان التي اعطت لعثمان بن عفان عمر ناهز
الثمانين ، مواقف عثمان بن عفان وتصرفاته الاجتماعية تدخل في نطاق سنن التاريخ ، لكن طول عمر عثمان بن عفان لمسألة اخرى ،
مسألة حياتية أو مسألة فسلجية أو مسألة فيزيائية وليست مسألة تتحكم فيها سنن
التاريخ.
اذن
سنن التاريخ لا تتحكم على كل الساحة التاريخية ، لا تتحكم على كل القضايا التي
يدرجها الطبري في تاريخه بل على ميدان معين من هذه الساحات يأتي ذكره انشاء الله.
من دروس الشهيد السيد محمد باقر الصدر "مقدمات في التفسير الموضوعي للقرآن"
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق