الخميس، 16 يناير 2014

البحر المسجور




البحر المسجور




قال تعالى :(وَالطُّورِ {1} وَكِتَابٍ مَّسْطُورٍ {2} فِي رَقٍّ مَّنشُورٍ {3} وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ {4} وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ {5} وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ {6}) [سورة الطور ].


(سجر التنور ) في اللغة : أي أوقد عليه حتى أحماه، و العقل العربي وقت تنزل القرآن ولقرون متطاولة من بعد ذلك لم يستطع أن يستوعب هذه الحقيقة، كيف يكون البحر مسجوراً والماء والحرارة من الأضداد .


حتى أكتشف حديثاً أن الأرض التي نحيا عليها لها غلاف صخري خارجي هذا الغلاف ممزق بشبكة هائلة هائلة من الصدوع تمتد لمئات من الكيلومترات طولاً وعرضاً بعمق يتراوح ما بين 65 و 150 كيلومتر طولاً و عرضاً و من الغريب أن هذه الصدوع مرتبطة ببعضها البعض ارتباطاً يجعلها كأنها صدع واحد ويقسم الله سبحانه وتعالى في آية أخرى ( و الأرض ذات الصدع ) .


هذه صورة بيانية لامتداد الصدوع على سطح الأرض والتي تشكل باتصالها صدعاً وحداً 





و في هذه الآية إعجاز واضح فالله يقسم بصدع واحد الذي هو عبارة عن اتصال مجموع الصدوع، يشبهه العلماء باللحام على كرة التنس، و قد جعلت هذه الصدوع في قيعان المحيطات وهذه الصدوع يندفع منها الصهارة الصخرية ذات الدرجات العالية التي تسجر البحر فلا الماء على كثرته يستطيع أن يطفىء جذوة هذه الحرارة الملتهبة و لا هذه الصهارة على ارتفاع درجة حرارتها ( أكثر من ألف درجة مئوية ) قادرة أن تبخر هذا الماء، وهذه الظاهرة من أكثر ظواهر الأرض إبهاراً للعلماء .


و قد قام العالمان الروسيان " أناتول سجابفتيش " عالم جيولوجيا ، و" يوري بجدانوف " عالم أحياء وجيولوجيا وبالاشتراك مع العالم الأمريكي المعروف"رونا كلنت " بالغوص قرب أحد أهم الصدوع في العالم، فقد غاصوا جميعاً وهم على متن الغواصة الحديثة ميرا ووصلوا إلى نقطة الهدف على بعد 1750كم من شاطئ ميامي و غاصوا على بعد ميلين من السطح حيث وصلوا إلى الحمم المائية التي لم يكن يفصلهم عنها سوى كوة من الأكرليك وكانت الحرارة 231 م وذلك في وادٍ على حافة جرف صخري وكانت تتفجر من تحتهم الينابيع الملتهبة حيث توجد الشروخ الأرضية في قاع المحيط وقد لا حظوا أن المياه العلوية السطحية الباردة تندفع نحو الأسفل .
وإن البراكين في قيعان المحيطات أكثر عدداً ، وأعنف نشاطاً من البراكين على سطح اليابسة، وهي تمد على طول قيعان المحيطات .


وقد اكتشف العلماء حديثاً (سبتمبر / أيلول 2013) بركاناً هائلاً يدعى Tamu Massif يعادل مساحة تبلغ 120 ألف ميل مربع وللمقارنة فإنّ البركان الأكبر قبل اكتشاف تامو ماسيف، كان بركان مونا لوا في هاواي الذي لا تتجاوز مساحته ألفي ميل مربع وعمره . وأوضح العلماء أنّ شكل البركان مختلف عن جميع البراكين التي تقع تحت البحر، وأنه من المرجح أن يمنح للباحثين أجوبة عن كيفية تشكل البراكين.



تعتبر البراكين من أعنف الظواهر في الطبيعة، ولا يقتصر وجودها على سطح الأرض أو اليابسة، بل هناك براكين أكبر وأعنف تختفي في أعماق المحيطات.






قاع المحيط نشط جداً وليس كما كان يعتقد أن الحياة غير موجودة على هذه الأعماق، ففي ظل الضغط الهائل في أعماق المحيط (على عمق 11 كيلومتر) حيث الظلام التام، نجد حمماً منصهرة تتدفق وتلهب المشهد.. وغازات تنطلق وتعكر الماء... وعلى الرغم من ذلك نجد كائنات حية تعيش وقد شخر الله لها الرزق.. حتى في درجات العحرارة العالية.. سبحان الله!



سفينة Joint Oceanographic Institutions for Deep Earth Sampling (JOIDES) Resolution ship مخصصة لدراسة الأعماق.



صورة ثلاثية الأبعاد بواسطة القمر الصناعي لموقع البركان، حيث يمتد على طول أكثر من 200 كيلومتر.. المرجع: Nature Geoscience

سبحان الله!

لا أحد كان يتصور وجود مثل هذه البراكين التي تسخن قاع المحيط وتلهبه، ولكن القرآن أشار إشارة لطيفة إلى هذه الظاهرة... ظاهرة تسجير أو تسخين البحار في قوله تعالى: (وَالطُّورِ (1) وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ (2) فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ (3) وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ (4) وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ (5) وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ (6) إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ) [الطور: 1-7].



إن هذه الآيات تؤكد وجود تسخين في البحار لدرجات حرارة عالية جداً أكثر من ألف درجة مئوية، وعندما نرى مثل هذه البراكين الملتهبة وأن الله قد حدثنا عنها (وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ) لا بد أن نقتنع بأن عذاب الله واقع لا محالة (إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ)، فالذي أخبر عن البحر المسخن هو الذي أخبر عن عذاب واقع مؤكد.. فهل نرجع ونتوب إلى الله تعالى..



صور حقيقية للبحر المسجور







حقيقية للبحر المسجور الذي أقسم


مقطع فيديو من ثوران بركان تحت البحر





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق