الأربعاء، 22 يناير 2014

مقدمات في التفسير الموضوعي للقرآن

الدرس الاول :


لا شك في تنوع التفسير واختلاف مذاهبه وتعدد مدارسه والتباين في كثير من الاحيان بين اهتماماته واتجاهاته ،
فهناك التفسير الذي يهتم بالجانب اللفظي والادبي والبلاغي من النص القرآني
وهناك التفسير الذي يهتم بجانب المحتوى والمعنى والمضمون
 وهناك التفسير الذي يركز على الحديث ويفسر النص القرآني بالمأثور عن الرسول وأهل بيته (ع) أو بالمأثور عن الصحابة والتابعين.
 وهناك التفسير الذي يعتمد العقل أيضاً كأساس من أسس التفسير وفهم كتاب الله سبحانه وتعالى ،
 وهناك التفسير المتميز الذي يتخذ مواقف مذهبية مسبقة ويحاول أن يطبق النص القرآني على أساسها.
وهناك التفسير غير المتحيز الذي يحاول أن يستنطق النص القرآني ويطبق الرأي على القرآن لا القرآن على الرأي والى غير ذلك من الاتجاهات المختلفة في التفسير الاسلامي.
إلا أن الذي يهمنا ونحن على أبواب هذه الدراسة القرآنية أن نركز على إبراز إتجاهين رئيسيين لحركة التفسير في الفكر الاسلامي ونطلق على أحدهما اسم « الإتجاه التجزيئي في التفسير » وعلى الآخر اسم « الاتجاه التوحيدي أو الموضوعي في التفسير »

 الاتجاه الاول : الاتجاه التجزيئي


 المنهج الذي يتناول المفسر ضمن اطاره القرآن الكريم آية فآية وفقا لتسلسل تدوين الآيات في المصحف الشريف ،
 والمفسر في نطاق هذا المنهج يسير مع المصحف ويفسر قطعاته تدريجياً بما يؤمن به من أدوات ووسائل للتفسير من الظهور أو المأثور من الاحاديث أو العقل أو الآيات الأخرى التي تشترك مع تلك الآية في مصطلح أو مفهوم بالقدر الذي يلقي ضوءا على مدلول القطعة القرآنية التي يراد تفسيرها .
فالمنهج التجزيئي في التفسير حيث أنه كان يستهدف فهم مدلول اللفظ ، وحيث أن فهم مدلول اللفظ كان في البداية ميسرا لعدد كبير من الناس ثم بدأ اللفظ يتعقد من حيث المعنى بمرور الزمن وازدياد الفاصل وتراكم الخبرات والتجارب وتطور الاحداث والاوضاع من هنا توسع التفسير التجزيئي تبعا لما اعتبر النص القرآني من غموض ومن شك في تحديد مدلول اللفظ حتى تكامل بالطريقة التي نراها في موسوعات التفسير حيث ان المفسر يبدأ من الآية الاولى من سورة الفاتحة الى سورة الناس فيفسر القرآن آية آية ،

 طبعا نحن لا نعني بالتجزيئية في هذا المنهج التفسيري ان المفسر يقطع نظره عن سائر الآيات ولا يستعين بها في فهم الآية المطروحة للبحث ، بل انه قد يستعين بآيات أخرى في هذا المجال كما يستعين بالاحاديث والروايات ، ولكن هذه الاستعانة تتم بقصد الكشف عن المدلول اللفظي الذي تحمله الآية المطروحة للبحث.


الاتجاه الثاني : ونسميه الاتجاه التوحيدي أو الموضوعي في التفسير.


هذا الاتجاه لا يتناول تفسير القرآن آية فآية في الطريقة التي يمارسها التفسير التجزيئي ، بل يحاول القيام بالدراسة القرآنية لموضوع من موضوعات الحياة العقائدية أو الاجتماعية أو الكونية فيبين ويبحث ويدرس. مثلا عقيدة التوحيد في القرآن أو يبحث عقيدة النبوة في القرآن او عن المذهب الاقتصادي في القرآن او عن سنن التاريخ في القرآن او عن السماوات والارض في القرآن الكريم وهكذا.

ويستهدف التفسير التوحيدي او الموضوعي من القيام بهذه الدراسات تحديد موقف نظري للقرآن الكريم وبالتالي للرسالة الاسلامية من ذلك الموضوع من موضوعات الحياة او الكون ، وينبغي ان يكون واضحا أن الفصل بين الاتجاهين المذكورين ليس حديا على مستوى الواقع العملي والممارسة التاريخية لعملية التفسير لان الاتجاه الموضوعي بحاجة قطعا الى تحديد المدلولات التجزيئية في الآيات التي يريد التعامل معها ضمن اطار الموضوع الذي يتبناه ، كما أن الاتجاه التجزيئي قد يعثر في اثناء الطريق بحقيقة قرآنية من حقائق الحياة الاخرى ، ولكن الاتجاهين على أي حال يظلان على الرغم من ذلك مختلفين في ملامحهما واهدافهما وحصيلتهما الفكرية ،..
ومما ساعد على شيوع الاتجاه التجزيئي للتفسير وسيطرته على الساحة قرونا عديدة ، النزعة الروائية والحديثية للتفسير حيث أن التفسير لم يكن في الحقيقة وفي البداية الا شعبة من الحديث بصورة او بأخرى وكان الحديث هو الاساس الوحيد تقريباً ، مضافا الى بعض المعلومات اللغوية والادبية والتاريخية ، التي يعتمد عليها التفسير طيلة فترة طويلة من الزمن ، ومن هنا لم يكن بامكان تفسير يقف عند حدود المأثور من الروايات عن الصحابة والتابعين وعن الرسول والائمة أن يتقدم خطوة اخرى وان يحاول تركيب مدلولات القرآن والمقارنة بينها واستخراج النظرية من وراء هذه المدلولات اللفظية.


 أوجه الاختلاف بين هذين الاتجاهين التفسيريين فيما يلي :


اولا : ان دور المفسر التجزيئي سلبي على الاغلب فهو يبدأ اولا بتناول النص القرآني المحدد آية مثلا أو مقطعا قرآنيا من دون أي افتراضات او طروحات مسبقة ويحاول أن يحدد المدلول القرآني على ضوء ما يسعفه به اللفظ مع ما يتاح له من القرائن المتصلة والمنفصلة العملية في طابعها العام ، عملية تفسير نص معين وكان دور النص فيها دور المتحدث ودور المفسر هو الاصغاء والتفهم وهذا ما نسميه بالدور السلبي ، المفسر هنا شغله ان يستمع لكن بذهن مضيء ، بفكر صاف ، بروح محيطة بآداب اللغة واساليبها ، في التعبير بمثل هذه الروح ، بمثل هذه الذهنية وبمثل هذا الفكر يجلس بين يدي القرآن ليستمع وهو ذو دور سلبي والقرآن ذو دور ايجابي والقرآن يعطي حينئذ وبقدر ما يفهم هذا المفسر من مدلول اللفظ يسجل في تفسيره.

 وخلافا لذلك المفسر التوحيدي والموضوعي فانه لا يبدأ في عمله من النص بل من واقع الحياة فيركز نظره على موضوع من موضوعات الحياة العقائدية او الاجتماعية او الكونية ويستوعب ما اثارته تجارب الفكر الانساني حول ذلك الموضوع من مشاكل وما قدمه الفكر الانساني من حلول وما طرحه التطبيق التاريخي من اسئلة ومن نقاط فراغ ثم يأخذ النص القرآني ،.. ويبدأ مع النص القرآني حوارا ، المفسر يسأل والقرآن يجيب المفسر على ضوء الحصيلة التي استطاع ان يجمعها من خلال التجارب البشرية النافعة وهو يستهدف من ذلك ان يكتشف موقف القرآن الكريم من الموضوع المطروح والنظرية التي بامكانه ان يستلهمها من النص من خلال مقارنة هذا النص بما استوعبه الباحث عن الموضوع من افكار واتجاهات.

 ومن هنا كانت نتائج التفسير الموضوعي نتائج مرتبطة دائما بتيار التجربة البشرية لانها تمثل المعالم والاتجاهات القرآنية لتحديد النظرية الاسلامية بشأن موضع من مواضيع الحياة ومن هنا ايضا كانت عملية التفسير الموضوعي عملية حوار مع القرآن الكريم واستنطاق له ، وليست عملية استجابة سلبية بل استجابة فعالة وتوظيفا هادفا للنص القرآني في سبيل الكشف عن حقيقة من حقائق الحياة الكبرى ،

قال امير المؤمنين (ع) وهو يتحدث عن القرآن الكريم « ذلك القرآن فاستنطقوه ولن ينطق لكن أخبركم عنه ، ألا ان منه علم ما يأتي والحديث عن الماضي ودواء دائكم ونظم ما بينكم »

التعبير بالاستنطاق الذي جاء في كلام ابن القرآن (عليه السلام) أروع تعبير عن عملية التفسير الموضوعي بوصفها حوارا مع القرآن الكريم وطرحا للمشاكل الموضوعية عليه بقصد الحصول على الاجابة القرآنية عليها .

 إذن فأول أوجه الاختلاف الرئيسية بين الاتجاه التجزيئي في التفسير والاتجاه الموضوعي في التفسير ان الاتجاه التجزيئي يكون دور المفسر فيه دورا سلبيا يستمع ويسجل بينما التفسير الموضوعي ليس هذا معناه وليس هذا كنهه وانما وظيفة التفسير الموضوعي دائما في كل مرحلة وفي كل عصر ان يحمل كل تراث البشرية الذي عاشه ، يحمل افكار عصره ، يحمل المقولات التي تعلمها من تجربته البشرية ثم يضعها بين يدي القرآن الكتاب الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ليحكم على هذه الحصيلة بما يمكن لهذا المفسر ان يفهمه من خلال مجموعة آياته الشريفة ،..

 فمن هنا كان التفسير الموضوعي قادرا على التطور والنمو لان التجربة البشرية تثرية والدرس القرآني والتأمل القرآني على ضوء التجربة البشرية يجعل هذا الثراء محولا إلى فهم اسلامي قرآني صحيح والحمد لله رب العالمين.


من الدرس الأول من محاضرات الشهيد محمد باقر الصدر " مقدمات في التفسير الموضعي للقرآن"

الثلاثاء، 21 يناير 2014

معرفة القرآن



     معرفة القرآن لكل شخص بعنوان إنه إنسان عالم، ولكل مؤمن على أساس أنه فرد مؤمن، أمر واجب وضروري.

وأما ضرورة معرفة القرآن لكل مسلم مؤمن، فإنها تأتي لكون القرآن، المنبع الأصلي والأساسي للدين والإيمان وتفكر كل مسلم ‎، ولأنه (القرآن) يهب الحياة حرارة وروحا وحرمة ومعنى.


 القرآن عرض ووضح أصول العقائد والأفكار التي يحتاج إليها الإنسان. 

وكذلك بين القرآن الأصول التربوية والخلقية والأنظمة الاجتماعية والروابط الأسرية، إلا أنه يبقى التفصيل والتفسير، وأحيانا الاجتهاد، وتطبيق الأصول على الفروع، فذلك موكول إلى السنة أو الاجتهاد (استنباط الأحكام). ولذا تتوقف الاستفادة من أي منبع آخر على معرفة القرآن مقدما. القرآن مقياس ومعيار للمنابع الأخرى، وعلينا أن نطبق الحديث والسنة مع المعايير القرآنية، فلو تطابقت معها قبلناها، ولو لم تطابقها رفضناها.


كان الرسول الأعظم والأئمة الأطهار عليهم السلام يقولون (بما معناه). أعرضوا أحاديثنا على القرآن، فإن لم تنطبق معه فأعلموا أنها مزورة مجعولة، نحن لا نقول خلافا للقرآن.


من كتاب " التعرف على القرآن " الشهيد مرتضى مطهري (رضوان الله تعالى عليه)

الاثنين، 20 يناير 2014

العودة إلى القرآن

بسم الله الرحمن الرحيم






﴿كِتابٌ أنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُماتِ إلى النُّورِ بإذْنِ رَبِّهِمْ إِلى صِرَاطِ الَعَزِيزْ الحَمِيدِ.

قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إذا التبست عليكم الفتن كقطع الليل المظلم، فعليكم بالقرآن، فإنَّه شافع مشفع وماحلّ مصدق، من جعله أمامه قاده إلى الجنة، ومن جعله خلفه ساقه إلى النار، وهو الدليل يدلّ‏ُ على خير سبيل، وهو كتاب فيه تفصيلٌ وبيانٌ وتحصيل، وهو الفصل ليس بالهزل، وله ظهر وبطن، فظاهره حكم، وباطنه علم، ظاهره أنيق، وباطنه عميق، له تخوم، وعلى تخومه تخوم، لا تحصى عجائبه ولا تبلى غرائبه، فيه مصابيح الهدى ومنار الحكمة، ودليل على المعرفة لمن عرف الصفة، فليُجِلْ جال بصره، وليبلغ الصفة نظره ينج من عطب ويتخلّص من نشب".

وقال علي عليه السلام: "واعلموا أنّ هذا القرآن هو الناصح الذي لا يغشّ، والهادي الذي لا يضلّ، والمحدّث الذي لا يكذب، وما جالس القرآن أحد إلاّ قام عنه بزيادة أو نقصان، زيادة في هدىً، أو نقصان في عمًى".



إنّ من الضرورة بمكان أن تركّز الأُمة الإسلامية اليوم على هذا التعريف الذي قدّمه نبي الإسلام للقران.
 
إنّ البيئة المعايشة للمسلمين لم تلوَّث إلى هذا الحد الذي تلوثت به اليوم من سحب سوداء متراكمة وقطع الليل المظلم.

إنّ الحديث كلّه يتركز على أن القرآن، كتاب حياة الإنسان، إنسان اللانهاية، الإنسان المتكامل، الإنسان ذي الأبعاد، الإنسان الذي لا حدّ لتكامله، إنّ هذا الهادي والمعلم للإنسان قادر على أن يرعاه في كل العصور، وأن نظام الحياة اللائق بالانسان، إنما يتعلّمه الإنسان من القرآن لا غير، وأن الأساليب التي يجب أن يتبعها ليرفع عن كاهله أنواع الظلم، والتفرقة والفساد، والجهل، والطغيان، والانحراف، والدناءة، والخيانة التي ابتلي بها خلال تاريخه الطويل فكانت عقبة في سبيل رشده وتعاليه، كل هذه الأساليب إنّما يمكن أن تكون عملية في ظل الهداية القرآنية والمخطط الذي طرحه الكتاب السماوي للحياة الإنسانية.


إنّ العودة إلى القرآن، هي عودة إلى الحياة التي تليق بالإنسان، وهي المهمة الملقاة على عاتق المؤمنين بالقرآن، وفي طليعتهم العارفون به، والعلماء والمبلغون الدينيُّون.


وإنّ العودة إلى القرآن، شعار لو يطرح بشكل حقيقي وجدّي، لاستطاع أن يقدِّم الفارق بين الحق والباطل. كما يجب أن لا تتحمّل الشعوب الإسلامية وجود تلك القوى التي لا تريد أن تقبل مسألة العودة الى القرآن.



                
من مقدمة كتاب القرآن في فكر الإمام الخميني (قده)

الأحد، 19 يناير 2014

كيف يفهم المسلمون - اليوم - القرآن الكريم؟

                          


هل استنفد القرآن أغراضه؟ هكذا يتساءل الشباب، ويضيفون: لقد قام القرآن بدور كبير قبل أربعة عشر قرنا من الزمن، فهل يستطيع أن يقوم بدور تغييري في هذا العصر أيضا، أم أنه قد تغير، وانتهى مفعوله؟

الحقيقة أن القرآن لم يتغير، ولم يستنفد أغراضه، فالقرآن لا يزال الكتاب الإلهي الذي هبط لإنقاذ البشرية، وهو يستطيع أن يقوم بدور كبير في البناء الحضاري - في الوقت الراهن.

ولكن الذي تغير هو المسلمون. إن طريقة تعامل الأمة مع القرآن، وكيفية تلقيها لمفاهيمه ورؤاه تختلف اليوم بشكل جذري عما كانت عليه بالأمس. لقد كان المسلمون الأولون يفهمون القرآن كتابا للحياة، ومنهجا للتطبيق والتنفيذ، وأما المسلمون اليوم فهم يتعاملون مع القرآن بشكل معاكس تماما1.

وهل يتحمل القرآن ذنوب أتباعه؟
والآن..
لنلاحظ كيف يفهم المسلمون - اليوم - القرآن الكريم، وكيف يتعاملون معه. والجواب: لقد عانت أمتنا - منذ أمد بعيد - مشاكل كثيرة في تعاملها مع القرآن الكريم، ولا زالت رواسب تلك المشاكل موجودة حتى الآن، فلننظر ماذا كانت تلك المشاكل.

1 - تحجيم التعامل

ويعني ذلك أن الأمة أخذت تحصر الاستفادة من القرآن في مجالات محدودة، فالبعض اتخذ القرآن طريقاً للكسب وبابا للأرزاق. والبعض الآخر اعتبره وسيلة للعلاج فحسب، فإذا ضعف بصره، أو وجعت أسنانه، أو آلمته أمعاؤه، هرول إلى القرآن ليتلو آيات معينة منه حتى ترتفع بسببها هذه الأسقام، وأما في غير هذه الحالة فلا شأن له بالقرآن. وهنالك مجموعات أخرى لا تفتح القرآن إلا عند الاستخارة أو حين السفر، أو عندما يموت أحد الأقارب، وليس أكثر من ذلك.
ومن الواضح أننا لا ننتقد هنا الاستفادة من القرآن في هذه المجالات، وإنما ننتقد تحديد الاستفادة منه ضمن هذه الإطارات.
إن القرآن كتاب حياة، يقول الله سبحانه ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُم))، ولذلك فإنه يجب الانتفاع من القرآن في كل مجالات الحياة، وليس في مجال أومجالين.

2 -التلاوة السطحية للقرآن

إن أمتنا تقرأ القرآن، وتستمع إلى تلاوته ولكن كحروف بلا معنى ،وكلمات بلا مفهوم، ومن هنا فإنها لا تعمل بالقرآن كما هو مطلوب، لأنها لا تفهم القرآن، والفهم هو المقدمة الطبيعية للعمل بالشيء، بينما كان المسلمون الأولون لا يقرؤون آية حتى يتفكروا في أبعادها المختلفة، وحتى يعوها بشكل كامل.

إن على من يقرأ القرآن أن يستثير عقله به، ويفقه ما وراءه من أبعاد كامنة، وإلا فسينطبق عليه حديث الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) حين قال عن بعض الآيات: "ويل لمن لاكها بين لحييه /وهما عظمتا الفم/ ثم لم يتدبرها."

3 - الاهتمامات الثانوية

ولأن أمتنا أهملت فهم "لباب" القرآن اندفعت في طريق البحث عن القشور، فأخذوا يصرفون جهودهم على قضائي ثانوية، كان الأحرى بهم أن يصرفوها في مجالات أكثر تأثيراً وفائدة. فهذا أحدهم يقضي آماداً طويلة من عمره لكي يجيب على الأسئلة التالية:
كم هي عدد كلمات القرآن؟
وكم هي حروفه؟
وكم تكرر حرف الألف؟
وكم تكرر حرف الباء؟
وكم تكرر حرف التاء؟
وهكذا إلى آخر حروف الهجاء.
والله يعمل كم من الجهود صرفت في سبيل معرفة هذه القضية، خصوصاً وأنها لم تتم في العصر الحديث حيث يسرت العقول الإلكترونية الأمر، بل تمت في عصور ماضية.

ثم نجد أن كثيراً من الدراسات التي كتبت حول القرآن لا تتناول إلا القضايا الهامشية، فمثلا في 123 كتاباً أُلف حول القرآن الكريم تجد أن 36 منها تتحدث حول قضايا شكلية، مثلا: عدد آيات القرآن، والجمع والتثنية، طبقات القرّاء، نقط القرآن، الرومي والمعرب في القرآن.. الخ 2. وهذا يعني أن حوالي ثلث الجهود والطاقات صرفت في قضايا جانبية.
ومثال آخر للاهتمامات الثانوية حين قراءة القرآن: الاهتمام بأشخاص القصص القرآنية، وبقضايا هامشية في حياتهم تُنسي الفرد القضايا الهامة والعبر التي هي الهدف من ذكر القصة.

4 - الفهم التجزيئي للقرآن

ويعني ذلك: فهم القرآن بشكل تفكيكي ينفصل بعضه عن البعض الآخر. وبعبارة أخرى: فهم كل آية قرآنية وكأنها عالم مستقل قائم بذاته من دون ربطها بالآيات الأخرى، وقد يترتب على ذلك نتائج خطيرة سوف نشرحها في الفصل الثاني - بإذن الله.

5 - الفهم المصلحي للقرآن

ويعني ذلك:
أ - فهم آيات القرآن بشكل يكرس مصالح الفرد في الحياة، ويبرر أهواءه وشهواته.
ب- الاقتصار على جانب معين من قيم القرآن وإهمال سائر الجوانب التي تتطلب من الإنسان - العطاء والتضحية - مثلاً: يفهم القرآن في جانبه الذي يتحدث عن العبادة فحسب، لأن العبادة هي عادة درج عليها، ولا تكلفه كثيراً، ولكنه لا يفهم القرآن في جوانبه السلوكية والعملية والجهادية، لأن ذلك يكلفه مصالحه وأنانياته.

6 - الفهم الميت للقرآن

ويتم ذلك بفصل القرآن عن الواقع المُعاش، وربطه بقضايا ميتا فيزيقية أو قصص تاريخية لا تؤثر في الواقع القائم شيئا.

7 - الفهم بديلا عن العمل

إن القرآن الكريم صراط وطريق، وذلك يعني أن على الفرد أن يعبر من خلال القرآن إلى العمل بالقرآن، ومن هنا كانت الطلائع المسلمة في عصور الرسالة الأولى تفهم القرآن طريقاً للعمل، ومنهاجاً للمسير. ولكن أجيالنا الحاضرة تفهم القرآن هدفاً بذاته وليس وسيلة للعمل به، وهكذا، لم يبق من الإسلام إلا اسمه ومن القرآن إلا رسمه - كما تنبأ بذلك الإمام علي (عليه السلام) من ذي قبل.

هذه هي أهم المشاكل التي عانت منها الأمة في تعاملها مع القرآن، وهذه المشاكل هي التي سبب سقوط أمتنا في الحضيض.
وعلينا الآن أن ننفض عن أنفسنا غبار الماضي، ونبدأ في تعاملٍ جديد مع القرآن كما أراده الله سبحانه منا حتى يغير الله ما بنا، ويأخذ بأيدينا إلى القمة.
ونأمل أن يكون هذا الكتاب - الذي يتضمن تصورات أولية في كيفية فهم القرآن الكريم - خطوة إلى فهم القرآن بشكل آخر، والتعامل معه بشكل جديد، والله الموفق المستعان.
قم المشرفة
2 شوال 1399 هـ


(1) لا يقصد بهذه الكلمات وأمثالها الاستغراق الحقيق بل العرفي.
(2) من الكتب التي تبحث حول هذه المواضيع: "عدد آي القرآن"، "الجمع والتثنية في القرآن"، "المحكم في النقط"، إملاء ما من به الرحمن في وجوه الإعراب والقراءات"، "النشر في القراءات العشر"، القول المهذب في بيان ما في القرآن من الرومي والمعرب"، "إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر"، "نثر المرجان في رسم القرآن"، "ورسم الشواذ".. الخ. راجع التمهيد في علوم القرآن - ج 1 - المقدمة.



                            مدخل كتاب التدبر في القرآن للمرحوم السيد محمد رضا الشيرازي (رحمه الله)

الجمعة، 17 يناير 2014

الأدعية الواردة في القرآن الكريم

بسم الله الرحمن الرحيم



1 ـ ربّنا آتِنا في الدُّنْيا حَسَنة وفي الآخِرة حَسَنة وقِنا عذابَ النّار .(البقرة: 201)


2 ـ ربّنا لا تؤاخِذنا إنْ نسينا أو أخْطأنا، ربّنا ولا تحْمِل علينا إصْراً كما حَمَلْتَهُ على الّذين مِن قبْلنا، ربّنا ولا تُحَمّلنا ما لا طاقَةَ لنا به، واعفُ عنّا واغفِر لنا وارْحمنا أنت مولانا فانْصُرنا على القوم الكافرين. (البقرة: 286)


3 ـ ربّنا لا تُزِغْ قُلوبَنا بعد إذْ هَدَيْتنا وهبْ لنا من لدُنْكَ رحْمَة إنّكَ أنتَ الوهّاب .(آل عمران: 8)


4 ـ ربّنا إنّكَ جامِعُ النّاسِ ليومٍ لا ريْبَ فيه إنّ الله لا يُخْلِفُ الميعاد .(آل عمران: 9)


5 ـ ربّنا إنّنا آمنّا فاغْفِر لنا ذُنوبنا وقِنا عذابَ النّار .(آل عمران: 16)


6 ـ سَمِعْنا وأطَعْنا غُفْرانَكَ ربّنا وإليكَ المصير .(البقرة: 285)


7 ـ ربّ هبْ لي مِنْ لدُنْكَ ذرّيةً طيّبَةً إنّكَ سميعُ الدّعاء .(آل عمران: 38)


8 ـ ربّنا آمنّا بِما أنْزلْتَ واتَّبَعْنا الرّسول فاكْتُبْنا مع الشّاهدين .(آل عمران: 53)


9 ـ ربّنا اغْفر لنا ذُنوبَنا واسْرافَنا في أمرِنا وثَبِّت أقّدامَنا وانْصُرنا على القَوْمِ الكافرين .(آل عمران: 147)


10 ـ ربّنا إنّكَ مَنْ تُدْخِل النّار فقد أخْزَيْتَهُ وما للظّالمين من أنْصار .(آل عمران: 192)


11 ـ ربّنا إنّنا سَمِعْنا مُنادياً يُنادي للإيمانِ أنْ آمِنوا بربّكم فآمنّا ربّنا فاغْفر لنا ذُنوبنا وكفّر عنّا سيّئاتِنا وتَوَفّنا مع الأبرار . (آل عمران: 193)


12 ـ ربّنا وآتِنا ما وَعَدْتَنا على رُسُلِك ولا تُخْزِنا يومَ القيامَة إنّكَ لا تُخْلِفُ الميعاد .(آل عمران: 194)


13 ـ واجْعَل لنا من لَدُنْكَ وليّاً واجْعل لنا من لدُنْكَ نصيراً .(النساء: 75)


14 ـ ربّنا ظَلَمْنا أنفُسَنا وإنْ لم تَغْفِر لنا وترْحَمْنا لَنَكونَنَّ من الخاسِرين .(الأعراف: 23)


15 ـ ربّنا افْرِغْ علينا صَبْراً وتَوَفّنا مُسلمين .(الأعراف: 126)


16 ـ ربّ اغفر لي ولأخي وأدْخِلْنا في رحمَتِكَ وأنتَ أرحمُ الرّاحمين .(الأعراف: 151)


17 ـ أنتَ وليّنا فاغْفر لنا، وارْحَمْنا وأنت خيرُ الغافرين .(الأعراف: 151)


18 ـ واكتُبْ لنا في هذه الدُّنيا حَسَنةً وفي الآخِرة إنّا هُدْنا إليك .(الأعراف: 156)


19 ـ فاطِرُ السّمواتِ والأرض أنتَ ولييّ في الدّنيا والآخرة توفّني مسلماً وألْحِقْني بالصّالحين .(يوسف: 101)


20 ـ ربّنا آتِنا من لدُنْكَ رحمةً وهَيّىء لنا من أمرِنا رَشَداً .(الكهف: 10)


21 ـ فهبْ لي من لدُنكَ وليّاً يرثُني ويرثُ من آل يعقوب واجْعلْهُ ربّ رضيّاً .(مريم: 6)


22 ـ ربّ اشرح لي صدري ويسّر لي أمري واحْلُل عقدةً من لساني يفقهوا قولي .(طه: 25)


23 ـ ربّ اجعلني مُقيم الصّلاة ومن ذرّيتي ربّنا وتقبّل دُعاء .(ابراهيم: 40)


24 ـ ربّنا اغفر لي ولوالديّ وللمؤمنين يومَ يقومُ الحِساب .(ابراهيم: 41)


25 ـ ربّ ادْخلني مُدخل صِدقٍ واخْرجني مُخرجَ صِدقٍ واجْعل لي من لدُنكَ سُلطاناً نصيراً .(الإسراء: 80)


26 ـ ربِّ إنّي مسّني الضرّ وأنت أرحَمُ الرّاحمين .(الأنبياء: 83)


27 ـ لا إله إلا أنت سُبحانَكَ إنّي كُنتُ من الظّالمين .(الأنبياء: 87)


28 ـ ربّ لا تذرني فردا وأنتَ خيرُ الوارثين . (الأنبياء: 89)


29 ـ ربّ اغفر وارحم وأنت خيرُ الرّاحمين .(المؤمنون: 118)


30 ـ ربّنا اصرِف عنّا عذابَ جهنّم إنّ عذابها كان غراماً .(الفرقان: 65)


31 ـ ربّنا هب لنا من أزواجِنا وذُريّاتِنا قُرّة أعينٍ واجعلنا للمُتّقين إماماً .(الفرقان: 74)


32 ـ ربّ هب لي حُكماً والحِقْني بالصّالحين واجْعل لي لسانَ صِدْقٍ في الآخرين، واجْعلني من ورثةِ جنّةِ النّعيم، واغفر لأبي إنّهُ كان من الضّالين، ولا تُخزني يومَ يُبْعَثون يومَ لا يَنْفعُ مالٌ ولا بنون إلا من أتى الله بقلبٍ سليم .(الشعراء: 89)


33 ـ ربّ اوزِعْني أن أشْكُر نعمتَكَ الّتي أنعمتَ عليّ وعلى والديّ وأن أعملَ صالحاً ترضاه وادخِلْني برحمتكِ في عبادك الصّالحين .(النمل: 19)


34 ـ ربّ نجّني من القوْمِ الظّالمين .(القصص: 21)


35 ـ ربّ إنّي لِما أنزلْتَ إليّ من خيرٍ فقير .(القصص: 24)


36 ـ ربّ انصُرني على القومِ المُفسدين .(العنكبوت: 30)


37 ـ ربّ هب لي من الصّالحين .(الصّافات: 99)


38 ـ ربّنا وَسِعْتَ كُلّ شيء رحمةً وعلماً فاغفر للذين تابوا واتّبعوا سبيلكَ وقِهِمْ عذابَ الجحيم .(المؤمن: 8)


39 ـ ربّنا وادْخِلهُم جنّات عدنٍ الّتي وعدْتَهُم ومن صَلَحَ من آبائهم وازواجهم وذُريّاتِهِم إنّكَ أنت العزيزِ الحكيم .(المؤمن: 8)



40 ـ وقِهِم السّيئات ومن تقِ السيّئات يومئذٍ فقد رحِمْتَهُ وذلك هو الفوزُ العظيم .(المؤمن: 10)


41 ـ ربّنا اكشفْ عنّا العذاب إنّا مؤمنون .(الدخان: 12)


42 ـ ربّ إنّي مغلوب فانتصر .(القمر: 11)


43 ـ ربّنا اغفرْ لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غِلاًْ للذين آمنوا ربّنا إنّك رؤوف رحيم .(الحشر: 10)


44 ـ ربّنا عليك توكّلنا وإليك أنبنا وإليك المصير .(الممتحنة: 4)


45 ـ ربّنا لا تجعلنا فتنةً للذين كفروا واغفر لنا إنّك أنت العزيز الحكيم .(الممتحنة: 5)


46 ـ ربّ لا تذر على الأرض من الكافرين ديّاراً إنّك إن تذرْهُم يُضِلّوا عبادك ولا يلدوا إلا فاجراً كفّاراً، ربّ اغفر لي ولوالديّ ولِمَن دخل بيتي مؤمناً، وللمؤمنين والمؤمنات ولا تزد الظالمين إلا تباراً .(نوح: 28)


47 ـ ولا تزد الظالمين إلا ضلالاً.(نوح: 24)

الخميس، 16 يناير 2014

البحر المسجور




البحر المسجور




قال تعالى :(وَالطُّورِ {1} وَكِتَابٍ مَّسْطُورٍ {2} فِي رَقٍّ مَّنشُورٍ {3} وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ {4} وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ {5} وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ {6}) [سورة الطور ].


(سجر التنور ) في اللغة : أي أوقد عليه حتى أحماه، و العقل العربي وقت تنزل القرآن ولقرون متطاولة من بعد ذلك لم يستطع أن يستوعب هذه الحقيقة، كيف يكون البحر مسجوراً والماء والحرارة من الأضداد .


حتى أكتشف حديثاً أن الأرض التي نحيا عليها لها غلاف صخري خارجي هذا الغلاف ممزق بشبكة هائلة هائلة من الصدوع تمتد لمئات من الكيلومترات طولاً وعرضاً بعمق يتراوح ما بين 65 و 150 كيلومتر طولاً و عرضاً و من الغريب أن هذه الصدوع مرتبطة ببعضها البعض ارتباطاً يجعلها كأنها صدع واحد ويقسم الله سبحانه وتعالى في آية أخرى ( و الأرض ذات الصدع ) .


هذه صورة بيانية لامتداد الصدوع على سطح الأرض والتي تشكل باتصالها صدعاً وحداً 





و في هذه الآية إعجاز واضح فالله يقسم بصدع واحد الذي هو عبارة عن اتصال مجموع الصدوع، يشبهه العلماء باللحام على كرة التنس، و قد جعلت هذه الصدوع في قيعان المحيطات وهذه الصدوع يندفع منها الصهارة الصخرية ذات الدرجات العالية التي تسجر البحر فلا الماء على كثرته يستطيع أن يطفىء جذوة هذه الحرارة الملتهبة و لا هذه الصهارة على ارتفاع درجة حرارتها ( أكثر من ألف درجة مئوية ) قادرة أن تبخر هذا الماء، وهذه الظاهرة من أكثر ظواهر الأرض إبهاراً للعلماء .


و قد قام العالمان الروسيان " أناتول سجابفتيش " عالم جيولوجيا ، و" يوري بجدانوف " عالم أحياء وجيولوجيا وبالاشتراك مع العالم الأمريكي المعروف"رونا كلنت " بالغوص قرب أحد أهم الصدوع في العالم، فقد غاصوا جميعاً وهم على متن الغواصة الحديثة ميرا ووصلوا إلى نقطة الهدف على بعد 1750كم من شاطئ ميامي و غاصوا على بعد ميلين من السطح حيث وصلوا إلى الحمم المائية التي لم يكن يفصلهم عنها سوى كوة من الأكرليك وكانت الحرارة 231 م وذلك في وادٍ على حافة جرف صخري وكانت تتفجر من تحتهم الينابيع الملتهبة حيث توجد الشروخ الأرضية في قاع المحيط وقد لا حظوا أن المياه العلوية السطحية الباردة تندفع نحو الأسفل .
وإن البراكين في قيعان المحيطات أكثر عدداً ، وأعنف نشاطاً من البراكين على سطح اليابسة، وهي تمد على طول قيعان المحيطات .


وقد اكتشف العلماء حديثاً (سبتمبر / أيلول 2013) بركاناً هائلاً يدعى Tamu Massif يعادل مساحة تبلغ 120 ألف ميل مربع وللمقارنة فإنّ البركان الأكبر قبل اكتشاف تامو ماسيف، كان بركان مونا لوا في هاواي الذي لا تتجاوز مساحته ألفي ميل مربع وعمره . وأوضح العلماء أنّ شكل البركان مختلف عن جميع البراكين التي تقع تحت البحر، وأنه من المرجح أن يمنح للباحثين أجوبة عن كيفية تشكل البراكين.



تعتبر البراكين من أعنف الظواهر في الطبيعة، ولا يقتصر وجودها على سطح الأرض أو اليابسة، بل هناك براكين أكبر وأعنف تختفي في أعماق المحيطات.






قاع المحيط نشط جداً وليس كما كان يعتقد أن الحياة غير موجودة على هذه الأعماق، ففي ظل الضغط الهائل في أعماق المحيط (على عمق 11 كيلومتر) حيث الظلام التام، نجد حمماً منصهرة تتدفق وتلهب المشهد.. وغازات تنطلق وتعكر الماء... وعلى الرغم من ذلك نجد كائنات حية تعيش وقد شخر الله لها الرزق.. حتى في درجات العحرارة العالية.. سبحان الله!



سفينة Joint Oceanographic Institutions for Deep Earth Sampling (JOIDES) Resolution ship مخصصة لدراسة الأعماق.



صورة ثلاثية الأبعاد بواسطة القمر الصناعي لموقع البركان، حيث يمتد على طول أكثر من 200 كيلومتر.. المرجع: Nature Geoscience

سبحان الله!

لا أحد كان يتصور وجود مثل هذه البراكين التي تسخن قاع المحيط وتلهبه، ولكن القرآن أشار إشارة لطيفة إلى هذه الظاهرة... ظاهرة تسجير أو تسخين البحار في قوله تعالى: (وَالطُّورِ (1) وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ (2) فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ (3) وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ (4) وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ (5) وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ (6) إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ) [الطور: 1-7].



إن هذه الآيات تؤكد وجود تسخين في البحار لدرجات حرارة عالية جداً أكثر من ألف درجة مئوية، وعندما نرى مثل هذه البراكين الملتهبة وأن الله قد حدثنا عنها (وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ) لا بد أن نقتنع بأن عذاب الله واقع لا محالة (إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ)، فالذي أخبر عن البحر المسخن هو الذي أخبر عن عذاب واقع مؤكد.. فهل نرجع ونتوب إلى الله تعالى..



صور حقيقية للبحر المسجور







حقيقية للبحر المسجور الذي أقسم


مقطع فيديو من ثوران بركان تحت البحر





الأربعاء، 15 يناير 2014

مخطوطات قرآنية نادرة

تحتفظ « خزانة القرآن » في العتبة الرضوية المقدسة بمدينة مشهد بالمئات من نسخ المصاحف الثمينة، بما تتمتّع به من جودة الخط ومن التذهيب والتجليد، إضافة إلى قيمتها التاريخية.
وقد أبدع الكثير من الخطاطين المسلمين في كتابة المصاحف على امتداد القرون الإسلاميّة. وكان لهذه الكتابة ذات القداسة الخاصة أثر بليغ في تطوّر أنواع من الخطوط، مثل الكوفي والثلث والنَّسخ والمُحقَّق والريحاني والرُّقعي والغُباري، وفي مسيرتها التكاملية وتبلور قواعدها ونضجها.
وكان من ثمرات كتابة المصاحف إبداع طريقة فنيّة متميزّة للخط، تقوم على كتابة عدد من الخطوط في صفحة واحدة.
* * *
أمّا تذهيب المصاحف فإنّه كان بسيطاً في بدايات تزيين هذا الكتاب السماوي المقدس. وقد بدأت النهضة الواقعية لهذا التزيين منذ أواخر القرن الرابع وأوائل القرن الخامس للهجرة. وقد استُخدمت أنماط بارعة من الإتقان الدقيق، كالتذهيب والترصيع والتحرير والتشعير والجداول المزدوجة. وقد تولّد عن عناية الفنّانين المذهّبين والرسّامين الحاذقين مئات من النسخ الفنية التي تُعَدّ من روائع الفن الإسلامي. وهذه النسخ الأخّاذة هي التي أثارت دوافع اليهود والنصارى في العصور الأولى إلى استخدام أساليب التزيين القرآني في تزيين التوراة والإنجيل.
* * *
وقد رافقت حركةَ تزيين المصاحف حركةٌ فنية أخرى، هي التجليد، ذلك أنّ المجلِّدين قد بذلوا جهوداً كبيرة للمحافظة على المصاحف باعتماد ما لديهم من طاقة فنيّة وذوقية في صناعة الأغلفة. وتجلّت في هذه الحركة أنواع من الأغلفة المحكمة، مثل المُعرَّقة، والمُزيَّتة، والمرغشية.. حتّى غَدَت نماذج منها آية في الإبداع الفني في مجال تجليد الكتب.
وهكذا تلاقت الجهود الكبيرة للفنانين المسلمين من ورّاقين وخطّاطين ومذهّبين ورسّامين ومجلدين للعناية بالقرآن الكريم.. لتبدع آلاف النسخ النفيسة التي هي من مفاخر الحضارة الإسلاميّة.
* * *
وهذه ـ أيها الأصدقاء ـ نماذج مختارة لصفحات من مخطوطات المصاحف النفيسة المحفوظة في مكتبة العتبة الرضوية المقدسة.. على أمل الاطلاع على جانب من هذا الكنز القيّم الذي تضمّه هذه المكتبة العريقة التابعة لمزار الإمام علي بن موسى الرضا عليه السّلام.
































هذه بعض الصور نقلا من المصدر :
 http://www.imamreza.net/arb/gallery/index.php?id=08